[b]
= الرســ الأولى ــالة =
يستحب للمسلم في هذه العشر الإكثار من الأعمال الصالحة بجميع أجناسها وأنواعها لأن العمل الصالح
يتفاضل ويكثر ثوابه ويقوى أثره في صلاح العامل في الزمن الذي خصه الله بمزيد من الفضل.
قال مجاهد: (العمل في العشر يضاعف).
وقال ابن رجب: (وإذا كان العمل في أيام العشر أفضل وأحب إلى الله من العمل في غيره من أيا
السنة كلها صار العمل فيه وإن كان مفضولا أفضل من العمل في غيره وإن كان فاضلا).
فمن ذلك أن يعتني عناية فائقة بأداء الصلوات المفروضات على أكمل وجه من التبكير لها وإتمام
ركوعها وسجودها وتحقيق خشوعها وإحسان الوقوف بين يدي الله عز وجل فإن الصلاة من أعظم الأعمال
البدنية التي عظم الشارع شأنها ففي الصحيحين: (أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أحب إلى
الله تعالى قال الصلاة على وقتها).
= رقــ ودمعات ــائـق =
هذه الدمعة .. بل دمعات وعبرة.., بل عبرات هيجها الفؤاد, وكتبتها المقل بالمداد ( دمعة في الحج )...لا ككل الدمعات..
إنها دمعة صادقة..
إنها دمعة حارة..
إنها دمعة أسى , ولوعة ..
اعتصرها القلب ألما ففاضت بها المدامع.
دمعة طالما حلمت بالمشاعر المقدسة.. والبقاع الطاهرة..
وهاهي اليوم تسكب هاهنا.. وترتمي في أحضان عرفات... ومنى..
دمعة تسابق الأريج . وتمازح دموع الحجيج . طالما حبست في المحاجر . وهاهي اليوم تهاجر ..
آه .. ثم آه من حرارة الحشا , وحلاوة اللقا.
يا راحلين إلى منى بقيادي *** هيجتموا يوم الرحيل فؤادي
سرتم و سار دليلكم يا وحشتي *** الشوق أقلقني وصوت الحادي
قال المعصوم عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
هنا تسكب العبرات يا عمر )
وصدق صلى الله عليه وسلم.
فقل لي بربك عمن لم يبك في هذا المكان ... ومن لم تبلل دموعه الأدران ... هذا هو الخسران ... هذا هو الخسران..